الاثنين، 28 ديسمبر 2009

((لا للخائن محمد نور مرةً أخرى ))

16/10/2007

نبذة عن سيرة الخائن / النقيب أوالجنرال محمد نور .محمد نور عبد الكريم عبد الله ابراهيم يعقوب من مواليد مدينة قريدة باقليم بلتن والده زعيم تحالف قبائل الشرقتوفي والده في نهاية السبعينات (العام 1979) وترك ثروة هائلة من المواشي والارض بالاضافة الى اسمه كزعيم لاكبر تحالف قبائل في شرق البلاد متداخلا مع غربي اقليم دارفور السوداني . خلف الوالد نجله الاكبر عبد الرحمن الذي تولي الاشراف (الإداري) على تحالف قبائل يضم اكثر من سبع مجموعات بشرية كبيرة ابرزها مجموعات العرب والتاما والقمر والقرعان .((تعليمه )) : أكمل كل مراحله الدراسية بتشاد قبل ان يلتحق لدراسة العلوم العسكرية بدولة السنغال ثم اكمل دراسة العلوم العسكرية بفرنسا ((بداية عمله مع ديبي ))انضم الى مجموعة المرتزقة التي جاءت بديبي الى سدة الحكم في ديسمبر 1990 م بدعم سوداني ليبي( شمل المجالات العسكرية والفنية واللوجستية) الى ان اطاحت بنظام الرئيس السابق حسين هبري حيث كوفئ بتوليه مناصب منها نائب محافظ ثم محافظ اقليم بلتن بشرق البلاد ثم مسئولية التدريب بالجيش ثم الامداد الفني ثم ولمدة قصيرة مسئول الامن (حكاية تمرده على معلمه ديبي )تبداء منذ العام 1994 عندما فر للسودان وتحالف مع العقيد قرفه تحت مسمى التحالف القومي للمقاومةفبعد رحيل قرفه لأحضان النظام نتيجة العفو العام الذي صدر بعد الإتفاقيه التي وقعت مع نظام ديبي والتي قادها رئيس الجابون عمر بنغو (الخالد في الحكم ) .رفض محمد نور مد يده لديبي مستفيداً من رفض أغلب قوات محمد قرفه من الإنضمام لديبي .عندها أعادة تنظيم القوات تحت مسمى التجمع من اجل الديمقراطية والحرية في تشاد . وظل ثائراً ضد النظاحتى العام2005 عندما أنشق اغلب شركاء النظام عن ديبي وأغلبهم جنرلات الجيش وقائدة الأركان الحربيين ورجال الحرس الرئاسي الذيبن يتكونون من خشم بيت الرئيس ديبي و(سبب خروجهم الرئيسي هو محاولة ديبي بان يورث حكمه لإبنه إبراهيم وبعد عدة محاولات إنقلابية فاشلة قادها تيمان ) وفي نفس العام خرج اغلب شرفء رجال الأمة ضد النظام وكانوا مجموعات مسلحة كثيرة وبعد عدت إجتماعات وندائات من قبل مثقفي الأمة والشعب تم توحيد كافة المجموعات المسلحةحيث عين الخائن محمد نور قائداً عاماًً لماعرف ً ((بالجبهة المتحدة لتغيير الديمقراطية - Fuc-))التي شملت مجموعة كبيرة من التحالفات والمجوعات المسلحة والتي تقدر بحوالي 7 إلى 9 حركات مسلحة معارضة لنظام ديبي . ((بوادر الخيانة على رفقاء درب النضال والكفاح المسلح)) : عمل على الأغتيالات وتصفية الجنود فى المعارضة بدءا بقائده العام محمد عيسى مرورا بالأخوين محمد ويحيى عبد الشكور وتسبب فى القتال القبلى بين الوداى والتاما.خان القيادة العسكرية فى معركة انجمينا وباع خيرة الجنود التشاديين الى ديبى . كما أنه أنفرد بكافة القرارت داخل المعسكر الذي كان يجمعه مع قادة أكبر منه سناً مما أدى لأنشقاق البعض عنه كالقائد الجنيدي . (( معركة أنجمينا القشة التي قسمت ظهر الخائن محمد نور )).بعد معركة أنجمينا تبين للراي العام التشادي سوء النية التي كان يضمرها محمد نور للعرف الثوري ولقضية الأمة ومحاولته للوصول للسلطة فقط لاغير ضارب بعرض الحائط كل التصريحات التي كان يقولها للإعلام من مرحلة إنتقاليه لنظام حكم عسكري ولكن تبين بانه سلطوي . حيث تم طرده شرد طردمن الجبهة المتحدة لتغيير الديمقراطية – Fuc في العام 2006 اللجؤ لمعلمه ديبي(( أخيراً )) ؟؟!! فبعد تيقنه بان لا مكان له مرةاخرى بين صفوف الثوار فضل العودة لأحضان ديبي بكل سذاجه ضارب بعرض الحائط كرامته كرجل ثوري منذ منتصف التسعينات ومؤكداً لكافة المراقبين بأنه كان يطمح للسلطة وللمناصب عاد لديبي بمساعدة القذافي وبمنصب صوري فقط لاغير وهو وزير دفاع ؟؟!!محاولة إغتياله !!!بعد فترة حب قصير وبعد فراره من أنجمينا فور وصوله له نتيجة محاولة إغتياله من قبل بعضص رجال عشيرة ديبي وخاصة خشم البيت الذين فقدوا ابنائهم في حربها مع محمد نور عندما كان معارض عاد مرةاخرى نتيجة تطميانة أكيدة بحمايته وجلب معه العشرات من أبناء عشيرته لحمايته داخل العاصمة .وبعد مكوثه في العاصمة حاول أن يتقرب لعامة الشعب من خلال تسليحه للكثيرين منهم لكي يدافعوا عن أنفسهم من غارت عصابات ديبي الليليه على الشعب المقيم في العاصمه وسلبهم وكذلك حماية أنفسهم بانفسهم في العاصمة الوحيد في العالم التي لاتعنم بالأمن مما أدى إلى سقوط قتلى من عصابات ديبي فيحكت ضده مؤامرة قتله للعزل من عشيرة ديبي من غير وجه حق (ولكن الحقيقة تقول بان ديبي هو الذي أمره بقتل أبناء عشيرته في الشرق ممن يحالون الوصول لإبن الاخت تيمان ) واخيراً قرر اللوبي الحاكم إغتياله في عملية غير مستغربه جداً أقدم النظام التشادي تسميمه قبل عدة أسابيع لكي يؤكد للرأي العام بان النظام التشادي متخصص في الغدر والخيانة وهو ليس بأهل لحفظ المواثيق والوفاء بالعهود محاولة عودته للثوار وللقضية التي الثورية التي دنسها بفعلته الجبانه !!))قبل عدة ايام عاد أغلب قوات لأحضان الثوار التشاديين ولفصيل الجنرال محمد نوري بالتحديد نتيجة إختلافها مع الخائن محمد نور ولتثبت مرة اخرى بان فصيل قرفه سابقاً ونور حالياً بأنهم رجال مخلصون لوطنهم وليس لقادتهم فقط .هل من الممكن أن يعود نور !!؟في راي الشخصي والمتواضع ( لا ) فالرجل جرب قبل فترة بصيطه عمليات السطو والنهب فلقد نهب مبلغ وقدره 300 مليون فرنك سيفا من الخزنة الوطنية نهاراً جهراً وامام مرائ ومسمع من الجميع قبل فترة من تسميمه .كما ان الثوار لايثقون به ولن يأخذ مركز قيادي كما كان في السابق .كم أنه سوف يلاحق من ذوي القتلى داخل معسكر الثورة إن قرر الذهاب .عودته الغير مستغربه لمعلمه ديبي من ليبيا!!!!)عاد قبل يومين لحضن ديبي بعد أن نشر الشعائات من ليبيا بأنه خارج على ديبي مرةً ثالثة !! ولكنها مناورة لن تمر مرور الكرام على الثوار وهو في هذه المناورة يهدد ديبي بأنه قد يعود لحمل السلاح إن لم تلبى له مطالب أخرى في نفسه لا يعملها سوى الخونة من أمثاله .الخائن يظل خائن للأبد )): نعم هذه رسالة اوجهها لكافة الإخوة الثوريين في الشرق وبالاخص الجنرال محمد نوري الذي توافد عليه قوات ما كانت تعرف ( بقوات محمد نور ) لاثقةبالشعب التشادي بمحمد نور كونه خبير خيانة فمنذ خيانته لمعله اول مرة ومن ثم خيانته لقرفه بعد أن رفض العودة معه لأحضان ديبي وبعد خيانته لقضية الأمة من أجل المنصب .نرفض رفضاً بات بان يعود لمعسكرات الثورة فمكانه في السجن مع شريكه المجرم ديبي وازنابه .

بقلم : محمد علي كلياني/باريس

بقلم : محمد علي كلياني/باريس
عادت البلاد الى سابق عهدها من الحرب والدمار(الحرب الأهلية) بعد أن تبخرت تطلعا ت السلام وزيفت شعارات الوحدة الوطنية التي رفعها نظام ديبي في المؤتمر الوطني المستقل في 15يناير 1993م بانجمينا, وإصراره على الإنفراد بالسلطة والتحكم عليها قبلياً, وفشل البرنامج الديمقراطي الذي نادى به.. وإفراغه نظم التعددية الحزبية من كل معنى ..وذلك ببروز الأصوات المعارضة سلمياً وعسكرياً التي تطالب بالإصلاحات الشاملة في شتى مستويات الحكم (تقاسم السلطة والثروة ..الخ).. فمنذ أن رفض النظام الإصلاحات فواجه عدة حركات احتجاج مسلحة تطورت الى تهديد سلطته, فقد كان ذلك إيذاناً بظهور تمرد أبناء الحجار بقيادة الراحل ملدوم بدا عباس 1991م , ومروراً بمجموعتي العقيدين لوكن باردي وكتي نوجي موييس في الجنوب , وإنتهاءاً بحركة الراحل يوسف تقويمي والحركات السياسية والمسلحة التي تخوض الآن خمار الحرب الشرسة في الشمال والشرق من البلاد , وأن عودتها إلى مسرح القتال تكشف عن ضبابية الموقف السياسي في البلاد, ليس في عجز أجهزة الدولة الديبية القبلية فحسب , بل إنما ترجمة واضحة عن فشل النظام الذر يع عن تحقيق مطالب المواطنين الأساسية والتي تدفع الكثيرين إلى حمل السلاح كحد أدنى للتعبير عن تلك المطالب , وتزداد الحالة سوءاً عندما تجهض مشاريع التنمية الرئيسية, ويحتكر الرئيس وعشيرته السودانية والتشادية بناء هيئة القوات الوطنية المسلحة حسب طلبها على مقاس حماية الرئيس ومصالحها الذاتية وتظل عملية حمل الأسلحة الثقيلة والخفيفة ثقافة تقليدية تنفرد بها أسرة الرئيس, وتتباهى باستعمالها ضد المواطنين في الأغلب خارج نطاق القانون.. إذا كان النظام يعتقد أن صراع إقليم دارفور هو الذي عمق هوة النزاع الداخلي في تشاد, عليه أن يفهم جيداً, إن الحكومة في أنجمينا هي التي رشحت الأمور لذلك بتبديدها مقدرات الشعب التشادي في الحروب والفساد والمحسوبية, وذلك حينما سلك ديبي مسلك مناصرة القبيلة ودعمها بإفراط بقيادة د. خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة السودانية التي خرجت من رحم الحركة الإسلامية والذي عرف بقيادة كتائب المجاهدين في جنوب السودان..إذن فهو أحد خلايا شبكة الجهاد في القرن الأفريقي , و يرتبط صلات عرقية وتنظيمية مع أنجمينا, منها الإشراف على إنشاء تنظيمات مسلحة مشبوهة في تشاد كان تعمل ولازالت كمرتزقة لصالح ديبي لاحتواء الصراع الداخلي منذ العام 1990م والى يومنا هذا, والتي تم توجيهها فيما بعد إلى تأجيج صراع دارفور المستميت في شكل ثورة مسلحة تستخدم تشاد ورئيسها قاعدة خلفية للحرب ضد دولة جارة وشقيقة ( كان النظام محسوباً عليها في يوم ما), خاصة أؤلئك الذين ينتمون الى ديبي عرقياً (جيش واحد في بلدين) وذلك بهدف تمكينهم للسيطرة على إقليم دارفور لتلعب لاحقاً دور شرطي الحدود بين تشاد والسودان , وسد منافذ رياح التغيير السياسي التي تأتي من الشرق عندما يتسمم الجو السياسي فيها, وهو ما يسمح لديبي بالبقاء في السلطة والاحتفاظ بقوة الردع المزدوجة هذه (في ظل النزاع القبلي وتلاشي الشعور بالانتماء للوطن في البلدين) , وعندما تم كشف الأمر وفضح مخطط النظام عبر تقرير أعده خبراء الأمم المتحدة عن علاقته بما يجري في دارفور, فقام بافتعال نزاعات وهمية مع السودان لتحويل الأنظار عن ما يقوم به من تسليح وتجيش لقبيلته ومرتزقته الدار فوريين(عددهم 5000 جندي داخل الجيش التشادي), ومن ثم ألتف حول الديمقراطية وجعلها شعار فارغ المضمون باعتماده سياسة أكثر دهاءًا ومكراً بتعديل الدستور لإبقائه في السلطة مدة أكثر(معللاً بحدوث فراغ سياسي في البلاد وصوملتها في أسوء الحالات) , وهي سياسة إستلهاء سياسي لا يغفلها أي تشادي متبصر, وفي الوقت الذي يمكن للنظام أن يستفيد من الأخطاء الماضية لحسين هبري ويدخل التاريخ إذا قام بإرساء المبادئ الديمقراطية والإصلاح الشامل, بدلاً من تطيل النظم الديمقراطية واغتيال الديمقراطيين وهي قضايا أساسية يطمح إليها شعب تشاد أجمع بما يحقق لهم التحول الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والتداول السلمي للسلطة , بدلاً من العجز والإفلاس السياسي وجر البلاد وأبناؤها إلى مأساة جديدة تنذر بحرب أهلية قادمة لا محالة في ظل تلك الظروف( ليس لأن إدريس دبي سار إلى أنجمينا قادماً من الشرق فأنه لن يكون بمقدور أي مغامر آخر فعل الشئ نفسه) وهو أمر طبيعي وممكن جداً بقراءة واقع الأحداث إذا ما أخذنا أحداث 13 أبريل كمعيار وأحداث محاصرة القصر الجمهوري ثلاثة أيام متتالية(فشل ديبي حتى في تأمين العاصمة أنجمينا من هجمات المعارضة المسلحة), كما يجب أن يعلم النظام أن اعتماد سياسة التنصل من التزامه السابق بإرساء المبادئ الديمقراطية وكذلك تفتيت الكيانات القبلية التاريخية بغية السيطرة عليها (التخفي وراء القبائل) , إضافة إلى شراء الناس بالأموال التي وفرتها له فرص مصادر النفط التي ينفقها هدراً يميناً وشمالاً لأجل الاستمرار في الحكم عبر تفشي المحسوبية واستشراء عمليات الفساد الواسع والتي قفزت إلى دول الخليج العربي لتسجل الأرقام القياسية ,هي سياسة لن تساعده على إطالة عمره في السلطة طالما بقي حسم الصراع في أنجمينا وحفرها أنفاق وقطع أشجارها العتيقة, وهذا يعني بصراحة أن سياسة الرشوة وتبديد الأموال التي كانت توجه لتمويل حروب داخلية وخارجية وشراء الأسلحة لمواجهة التمرد المتنامي غير مجدية تماماً, بل سيكون لها الآثار السلبية على الأوضاع بشكل عام , وعلى أي حال فان سياسة القمع المنظم والقوة القهر القبلي كما حدث لقبيلة القرعان وغيرهم بهدم منازلهم بأنجمينا لن تساعد النظام على الاستمرار والبقاء في السلطة كما يريد(وهذا واضح في هيجان الشعب باستهداف مصالح رموز الفساد في العاصمة في الأحداث الأخيرة). إضافة إلى تورطه الواسع ومنسوبيه في قضايا كل من أفريقيا الوسطى ودارفور والكنغو ورواندا ..الخ , كلها كانت نقاط سوداء ووصمة عار على جبين النظام والتي يعتبرها المراقبين إنه قد لعب بالنار فيها فعلاً ولن يحترق بها إلا هو ومن معه من تلك المجموعة العرقية التي أغرقها بالمال والسلاح والدعم اللوجستي وحرضها على القتال وهي لا تمثل سوى 2%من السكان في دارفور وتقل نسبتها قليلاً كل ما اتجهنا إلى تشاد أدنى من ذلك .. وبطبيعة الحال فإن الأحوال تزداد قتامه في انتظار تفجرا لبراكين أكثر من أي وقت مضى وتزداد الأمور سوءاً عندما تتدخل أطراف خارجية للدفاع عن كل هذا الهراء في ظل صارعها الإقليمي والدولي المتأطر منذ أزمان , فنجد أن فرنسا تريد فرض ديبي على التشاديين بالقوة العسكرية بكل هذ التناقضات بإرسالها قوات اليوروفور بدعاوي إنسانية, وكان ذلك جلياً في أحداث 13 أبريل 2006م بأنجمينا وكذا أحداث 1-3 2008م,( إما أنا أو الحرب ), لقد صدت القوات الفرنسية المتمركزة في تشاد قوات المتمردين بعنف في الحدثيين وأوقعت ضحايا من بينهم مدنيين ( بلغ عددهم600 شخص), وأن فرنسا بتدخلها العسكري لصالح نظام دكتاتوري دموي تكون قد أقحمت نفسها بالطول والعرض في الشأن الداخلي التشادي بالانحياز المطلق لدعم سلطة قمعية فاسدة ومتورطة في جرائم ضد البشرية في وسط القارة , وان فرنسا بتلك الخطوة أصبحت لا تراعي مصالح الشعب التشادي الذي ترنح من ويلات سياستها المزدوجة والتي عجزت منذ الاستعمار وحتى اليوم في المساعدة على تحقيق أدنى مطالب الشعب التشادي في الاستقرار والتنمية ( وهي طبعاً شريكة التنمية والاستقرار)!! وإلا فما معنى وجودها على الأرض التشادية أربعين عاماً ؟ لماذا لم توقف القتال بين حسين هبري وديبي على طول الشريط الحدودي بين تشاد والسودان وفي عمق دارفور أحياناً , وحروب تشادية أخرى استعرت على التراب الوطني سنوات عدة ؟ ألا تخشى من أن تداري فشلها الدولي في أفريقيا كلها بالوقوف إلى جانب الدكتاتورية المطلقة والقتلة في القارة, وقد كان بإمكانها فرض الديمقراطية والإصلاح على الأنظمة الدائرة في فلكها مثل الدعم اللوجستي والعسكري تماماً بدلا ًمن البحث عن مسوغ أممي غير ملزم لإبقاء الدكتاتوريين ضمن مصالحها(عبر تقديمها لمشروع قرار للأمم المتحدة لإيجاد قوات دولية لحماية هؤلاء الدمويين) ؟.أن الضابط الفاسد إدريس ديبي قد قدم لفرنسا خدمات جليلة بأفريقيا ليكون مخلب قط للدمار والتخريب في المنطقة " الكنغو الديمقراطية , برازافيل ورواندا , أفريقيا الوسطى ودارفور", بالإضافة إلى جعل بلاده تشاد ثكنة عسكرية للقوات الفرنسية في إفريقيا والتي كانت قضية سحبها من القارة كان ولا تزال تورق موضع القيادات العليا فيها رغم تعزيزها بالاتحاد الأروبي (يوروفور) وهي ترى أن وجودها بتشاد وأفريقيا المركزية يرتبط بعهد استعماري قديم تتشبث به كإرث عريق وماضي وحيد بقي للفرنسيين في القارة الأفريقية والتي استعمروها ردحاً من الزمان والذي يعود إلى عقود التحرر الفرنسي من تسلط ألمانيا النازية, وتلك العقلية كانت ولا تزال مترسخة في عقيدة الجيش الفرنسي منذ أبعين عاماً عملاً بمبدأ التدخل العسكري لحل الخلافات في الدول الأفريقية من باب المصالح الفرنسية فقط !! وأن فرنسا بذلك تريد استنساخ قيم سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط ذاتها في القارة الإفريقية رغم انتقادها لذلك دون حياء (مما يجعلها في وضع صعب ومحرج في آن واحد أمام الضمير العالمي الذي ظل يراقب و تفرج) !! تلك السياسة القديمة المتجددة لفرنسا الحديثة في إفريقيا رغم تعهد ساركوزي لمنتخبيه بمقاطعة السياسات السابقة, إلا أنها جعلت الكثيرين من الساسة التشاديين , وفي دول المنطقة العزوف عنها والبحث عن حليف بديل لهم في فضاء عالم المصالح الساشع , على النحو الذي تتذرع به فرنسا بأن المتمردين التشاديين في الشرق قد تلقوا دعماً عسكرياً من الصين الشعبية وروسيا باستعمالهم أسلحة روسية وصينية الصنع , بدلاً من الفرنسية والأمريكية, الأمر الذي قد يدفع بالولايات المتحدة هي الأخرى إلى التدخل في حلبة الصراع الإفريقي لحماية مصالح شركاتها النفطية الكائنة في حقول "دوبا "التشادية في قلب إفريقيا على طريقة (حث أعضاء الكونغرس الأمريكي ديبي إلى عدم طرد الشركات البترولية من تشاد), وذلك بموجب استعار وتيرة السباق الدولي التقليدية للقوى الدولية في المنطقة, خاصة وأن الصين قد أعادت علاقاتها بقوة مع أنجمينا بعد قطع العلاقات التايوانية التشادية وتلك هي أيضاً تعد هزيمة نكراء لأمريكا في تشاد والتي كانت تبحث (لتايبي)عن مسوغ في القارة لدعم مواقفها الانفصالية عن الصين الشعبية, وذلك بإقامة علاقات مع دول يلهث قادتها وراء المساعدات المالية دون الاكتراث لما قد يحدث لاحقاً من تبعات ذلك (ديبي وسط تيارات متعاكسة) , ويشكل الأسلوب المخزي الذي أتخذه نظام ديبي بإعادة العلاقات التشادية الصينية صفعة قوية على وجه فرنسا حليفته مباشرة , وأروبا بصورة تلقائية , وهو بذلك يحاول بيأس بألا تدعم الصين المتمردين التشاديين ضده , وهي خطوة يأمل ديبي من خلالها قطع الطريق أمام معارضين له يسعون للتحالف مع الصين بل مع العالم الذي بدأ يتخوف من نظامه الذي لا يستطيع حماية المصالح الدولية حتى في العاصمة القومية لتشاد, وبتلك السياسة أصبح النظام يفقده وعيه بانتهاجه سياسة انتحار تدريجي يرى إنها تساعده على إطالة عمره في السلطة , ويكشف تخبط ديبي أيضاً عن خلل كبير في موازين القوى الدولية والإقليمية وعوامل جيو سياسية (قلب نظام أفريقيا الوسطى والتوتر مع السودان وعمليات الشد والجذب مع البنك الدولي والشركات النفطية والتوتر المستمر مع حليفه السابق السودان..الخ ), كلها عوامل تكشف عن عدم استطاعة ديبي على الصمود أمام هذه التحديات التي تواجهه على الصعيد الإقليمي والدولي" قطع العلاقات التشادية - الصينية والتشادية - السودانية وإعادتها وفق معاييره الخاصة "والتي قد تضع علامات استفهام حول مستقبل سياسته في المنطقة , وأيضاً مع حلفائه الفرنسيين والأمريكيين على حد سواء (حث الفرنسيين ديبي الخروج من العاصمة خوفاً على سلامته) والذين يخشون مد وازدياد النفوذ الصيني في إفريقيا والانتشار السريع لها وتوسع النزاع المسلح والذي من المحتمل أن يفرخ عمليات الإرهاب في القارة الأفريقية (مع ظهور بوادر في دارفور وشمال أفريقيا), وهنا تكمن مفارقة تجعل من ديبي وحلفائه في وضع مؤلم للغاية , حينما يصل الجميع الى قناعة مفادها أن الطريق أمامنا مسدودة وانتهت في أمواج المياه وتياراتها العاتية, وأن ذروة الأحداث ومنعطفاتها ما زالت تتلاحق ووقائعها تسير بسرعة تفوق الخيال , وربما يقود التفكير في ذلك كله في نهاية المطاف وبحكم المصالح والواقع على الارض بأن يسعى الكل إلى التخلص من الآخر بالطريقة المعروفة (فك ارتباط تعسفي), وهي الطريقة التي تعتبر أقسى بكثير من هجمات المعارضة المسلحة وغاراتها في الشرق على نظام السيد/ إدريس ديبي في قصره بأنجمينا والذي عشم في غزوه حتى صعاليك العاصمة التشادية.

معركة أنجيمينا الثالثه (نهاية دولة المرتزقة )

114/2009
معركة أنجيمينا الثالثه (نهاية دولة المرتزقة )
بقلم / محمد الدزي .
بعد أن تم تعين القائد الأعلى للمجلس العسكري لقوى المقاومة (الجنرال طاهر وجي )الذي يعد من خيرة من أنجبتهم تشاد في المجال العسكري والذي شارك في الفورلينا ويعد ركن الثورة التشادية التي كانت وليدة عصرها أبان إلتحاقه بمحمد نورعبدالكريم في العام 2006 حيث توافددت من بعده الآلف من أبناء تشاد الذين إنحازوا لإرادة الشعب التشادي . كل الأنظار ترتقب ما سوف ينتج عنه من خلال آخر تحرك عسكري من الشرق لإسقاط نظام الفجور والعهر الجاثم على على الأمة التشادية منذ مايقارب العقدين من الزمان . بناءً على المعطيات من الجانبين في آخر ثلاث شهور نتطرق للآتي : - جبهة المقاومة الوطنية : على عكس ما حلم به أعداء الشعب التشادي وأعداء الوطن المنتفعون والديبيون والمرتزقة المجنسون من تفكك المقاومة أو عودتهم لثكانة ديبي بعد أن تعصف بهم الخلافات ويضعف عزم الجنود بعد مرور أكثر من 3 أعوام في الصحاري القاحلة ولكن هيهات هيهات !!!! .حقق قادة المقاومة التشادية تحالف لم شمل كافة أطياف الفصائل المقاومة تحت راية واحدة وتحت رئاسة رجل واحد (تيمان أرديمي ) وهذا التحالف والترابط بين أبناء تشاد لم يحدث منذ أول ثورة حقيقية عاشها الشعب التشادي ( ثورة فورلينا الأولى ) التي إندلعت أبان نظام ( المقبور ) الدكتاتور فرانسوا تمبل باي . - الجانب العسكري لقوى المقاومة : إن كل القادة والجنود الذين إنضموا للمقاومة التشادية يعدون من خيرة رجالات الوطن ويعد البعض على سبيل المثال كالجنرال طاهر وجي والجنرال محمد مانوري و الكولونيل أدوما حسب الله وموسى آلاج أزرق مي وطاهر قناسو وأدم كوقو وفيزاني مهاجر ومرسالي سوقي و والقائد عبد الواحد عبود مكاي و غيرهم الذين يقدرون بالآلف من خيرت من أنجبتهم تشاد في المجال العسكري والذين لايقلون حنكة ودهاءً وشجاعة عن نابليون بونا بيرت ورومل بل يعدون أساطير في صحاري أفريقياء وأغلبهم شارك في فورلينا الأولى فورلينا المجد والتاريخ وأغلب شهادتهم ورتبهم تم منحها لهم بناءً على تضحياتهم وصولاتهم في أرض الميدان . ولعل أبرز مايميز الآلة البشرية للمقاومة التشادية هو تعدد المدارس التي تخرجوا منها كالروسية والفرنسية ولا ننسى المدرسة التشادية التي سوف تثبت قيمتها فور إنشاء مؤسسة الجيش الوطني التشادي . - حال الجنود داخل الميدان . إن الأخبار الواردة من داخل الميدان تؤكد عن جاهزية كل جندي ورجل للمرحلة المقبلة وإستعداد الجميع بأن يقدموا أرواحهم ودمائهم من أجل الوطن ومن أجل الشعب التشادي من غير مقابل والكل يتتوق من أجل مرحلة الحسم حيث تحرير الوطن والعباد من القتلة واللصوص والمرتزقة . - الآلة العسكرية : بفضل الله يمتلك التحالف الوطني للمقاومة التشادية آلة عسكرية تفوق آلات بعض الدول من مضادات للطائرات والدبابات والأسلحة الخفيفة بكامل أنواعها وبذخيرة كبيرة تكفي التحالف لمدة 10م أعوام أخرى بأن يبقى في الأراضي المحررة في الشرق الأبي دون أن تنقصه الذخيرة أو الآلات المتطورة بالإضافة للآلات العسكرية يمتلك تحالف قوى المقاومة التشادية ما يزيد عن ال15 الف مقاتل (إحصاء غير رسمي ) يمتلكون الخبرة الكافية في القتال النظامي وحرب العصابات . - التكتيك العسكري المتوقع . كما أعتدنا من الشجعان بأن تكتيكهم دائماً هو الهجوم والإنقضاض على العدو في عقر داره وإنتشار الكتائب بشكل عنكبوتي وفتح عدة جبهات في وقت واحد وإرهاق العدو الذي جل رجاله من المرتزقة الدارفورين والاجئين الصومالين الذين تم جلبهم من ليبيا وبعض المرتزقة الغربين القادمين من أوروبا الشرقية وبعض المرتزقة الأفارقة القادمين من جنوب القارة السمراء وجل هؤلاء المرتزقة لا يفقهون شيء عن تضاريس تشاد . - جبهة المرتزقة (النظام التشادي الهالك )على عكس ماهو الحال داخل جبهة المقاومة نجد أن العدو يعيش مرحلة عصيبة هي نتاج 19 عاماً من الحكم القبلي والدكتاتوري والسخط الشعبي جراء ما إقترفه طيلة تك السنوات العجاف من سياسية قتل وتشجيع على النهب وقطع الطرق وإغتصاب النساء وتفشي الفساد في كافة مؤسسات الدولة وإهمال الوطن وتنميته على حساب تكريس ديبي في السلطة ورفاهية أسرته واللصوص المقربين من ديبي على حساب معاناة الشعب التشادي . ولعل إنعدام الثقة بين ديبي ورجلاته هي القشه التي سوف تقسم ظهر نظام العهر ونتاج ذلك هو عزل الجنرال عبدالرحيم بحر إتنو من منصب قيادة جيش دار تشاد لرفضه الذهاب للشرق والقتال من أجل ديبي فقط ولعل الجنرال المشهور" بالفرار "اراد أن يحتفظ بماء وجه في المؤسسة العسكرية ولكي لا يزيد مسلسل فراره في كل معركة . كما أن ديبي لجاء إلى أعتقال بعض رجالاته على سبيل المثال إسحاق ديار العائد لديبي من الشرق الأبي وآخرون تحت الإقامة الجبرية . كما أن بعض قيادات فصيل العدل والمساواة الدارفوري الذي يشارك بشكل أساسي في القتال مع نظام ديبي ضد شرفاء تشاد رافضون لمثل هكذا تدخلات في شؤون تشاد ولكي لا تموت قضيتهم المفبركة قضية دارفور أمام الرأي العام لذلك حدثت إنشقاقات داخل صفهم نتج عنه عودة بعضهم لدارفور أما البعض الآخر نئ بنفسه وخاصة بعد الهزيمة الساحقة التي تلقوها في أم زوير التي كانت محرقة لهم ولمن هم على شاكلتهم من الجياع الذين إنتشروا في وطننا ومزقوا هويتنا ونسيجنا الإجتماعي ونزد على ذلك الهزيمة الساحقة التي تلقوها في أم درمان وفقدان معظم أطفالهم وقادتهم الذين سقطوا تحت الأسر حيث كانت تلك المغامرة القشة التي قسمت ظهورهم . - الآلة العسكرية والبشرية " لمرتزقة دار تشاد " لا شك أن ديبي يمتلك آلة عسكرية تتفوق بالعدد على آلات المقاومة الوطنية التشادية ولكن تلك الآلات التي عرضتها قناة ديبي الفضائية دعت المواطن التشادي بأن يؤمن بأن نظام ديبي عندما يريد أن يكرس في السلطة والملك فهو لا يتهاون في ذلك مما يدفع بأن يشتري بأموال نفط تشاد أسلحة تعد خردة من أسواق أوروبا الشرقية والتي عفى عليها زمن الحرب الباردة والإتحاد السوفيتي . كما أن تلك الأسلحة تحتاج لمن يقودها !!! وهنا مربط الفرس !!!فأولئك المرتزقة يفتقرون لطيارين يقودون الطائرات المعدودة التي يمتلكها ديبي والأوكرانين لن يلدغوا من جحر مرتين لأن جيف بعضهم مازالت في صحاري شرق تشاد !!!!أما الآلة البشرية فيوجد الآلف من جياع دارفور والذين عرفوا الدرس جيداً بعد معركة أم زوير الذي تسلقوا فيها الجبال كالقرود وأن مصيرهم السحق ككل مرة لأن جبال تشاد ليست كجبل مرة !!! ومجموعة قليلة من مواطني تشاد الذين لم ترشدهم ضمائرهم للحق ومع ذلك ندعوهم جمعياً بالرضوخ لإرادة الشعب والإنحياز من أجل مصلحة الأمة والوطن . أما المرتزقة الذين يسيرهم ديبي للهلاك بدراهم معدودة فهم لا يعرفون تضاريس تشاد ولا الطريقة التي يقاتلون بها رجالات تشاد الذين أذلوا المستعمر والأنظمة الإرهابية التي تعاقبت على إرهاب الشعب التشادي وسرق قوة يومه . كما أن منع فرنسا بإستخدام المطار العسكري بإنجيمينا في وقت الحرب داخلالعاصمة له دور بارز في سقوط ديبي وأزلامه تحت الأسر ولعل آخر التطورات التي أقلقت ديبي هي رفض الكمرون بإستخدام اراضيها الحدودية كقاعدة لمليشيات دار تشاد الهالكة بإذن الله وهذا الرفض الكمورني سوف يكون له دور بارز . - التكتيك العسكري للمرتزقة . إن مليشيات دار تشاد لا تجيد سوى الهرب والهرب والتحصن في العاصمة لأن كل المعارك التي دارت منذ العام 2006 لم يهزم فيه الثوار التشادين بل كانوا يحققون المكاسب تلوا المكاسب أما المرتزقة فهم خسروا ضباط كبار وقادة الجيش وقائد الحرس الجمهوري والعشرات من أسرة الطاغية ديبي وكذلك المئات من المرتزقة الذين جلبهم حظهم البائس لتشاد لكي يغتنوا بخيراتها ويرهبوا أهلها . أخيراً . إن آخر المعطيات خلال الثلاث الأيام الماضية تقود إلى أن المواجهة حتمية بين المرتزقة المتحصنون في أم جرس و إبشي ومنجو وبين جيش المقاومة التشادية المنتشر في شرق تشاد وبالأخص في حجر مرفعين والمناطق المحاذية لها . حقن الله دماء شعبناء ووطنا وأسقط نظام المرتزقة من غير خسائر للوطن وللمواطنين .

يوميات مواطن مخدوع في أنجمينا(1 )

3/11/2009
يوميات مواطن مخدوع في أنجمينا(1 )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .تحية عطرة لكل الإخوة الأحبة الشرفاء قلماً وضميراً هنا في المنتدى وهناك في ميادين الثورة التشادية الباسلة . التقيت مع أحد الإخوة القادمون من أنجمينا يدعى ع . ح . القرعاني فحدثني عن عاصمة وطننا الحبيب و مايدور داخلها وليس ما يذيعه أو ينشره النظام التشادي المأفون عبر فضائيته أو عبر أبواقه التي تجيد التضليل على أنغام التطبيل النفاقية .........
يقول الأخ ع ؟! كغيري من التشاديين المقيمين في الخارج جذبتني تلك المناظر التي تبثها الفضائية عن التنمية في تشاد وعن الازدهار والتطور والأمن ...الخ من تلك الأكاذيب وبعد أن سمعت مقولة السيد محمد زين بدا محافظ العاصمة بأن أنجمينا في العام 2020 سوف تكون عاصمة ولا في الخيال عاصمة لا مكان فيها للفقراء !!؟؟؟ يا عجبي مع أن تشاد هي أفقر دولة في العالم ؟ قررت وبسرعة الذهاب إليها قبل أن يقفل الحظ وجه في طريقي أو أن تخرب المعارضة التشادية تلك الآثار الجميلة!!! أو كوني فقيراً فقد يطبق على قول المحافظ!!! لاحقاً .
عندها ضغط على كفيلي وأخذ ليا خروج وعودة مقدرة ب75 يوماً شاملة للتذكرة ذهاباً وإياباً .
هنا تبدأ الحكاية !!وصلت إلى العاصمة في 17/9/1430 هــ " عبر حدود الكمرون " وفور وصولي للحدود تبددت تلك الصورة التي رسمتها الفضائية في مخيلتي وشعرت بأن هناك فصول أخرى للمسرحية حذفتها الرقابة من المشاهد التي عرضت !!! وتيقنت بأني ضللت من قبل التنمويين وصانعي التنمية المزعومة .المعاملة الهمجية في الحدود !!!طبعاً لا أجيد الفرنسية ولا العربية المكسرة(اللغة العربية الخاصة بتشاد ) وفور وصولي بدء الموظفون بتنتيفي يمنة ًويسرةً فالموظف المختص بتختيم الجواز للدخول يبحث عن 2000 فرنك سيفا وآخر مختص بشؤون الصحة يبحث عن 2000 فرنك سيفا كوني لا أحمل الكرت الأصفر وآخر ممثل مكتب الاستخبارات يحقق معك من أين أنت !!! هل أنت سوداني !!!وبلا شعور أقدم له 2000 فرنك سيفا كرفاقه عندها إبتسم !!!! وقال: بون اريفي مون بتي فرير (عودة حسنة يا أخي الصغير ) .
عبرت نقطة الحدود وبعد برهة أصل لنقطة الجمارك فيحدثني الموظف ما هذه الحقيبة التي معك أجيب بأنها لي فيقول وينو الديوان!! فهو ليس طماع كالآخرين فمبلغ 500 فرنك سيفا كانت كافية .
هنا انتهت الحكاية مع موظفي الدولة وبدئت حكاية الدولة . طبعاً حي " نجل " هو أول حي يقابلك فور عبورك للحدود الكمرونية التشادية وبما أنه حي حدودي فكان من اللائق بأن يكون أفضل من باقي الأحياء ولكن لا حياة لمن تنادي !!! حتى كلمة التمنية لم تعبر هناك قط ...
لا كهرباء ولا ماء حتى المنازل بتشبه منازل العصر الحجري والدكاكين والبسطاط بدائية تجد أصحابها الغلابة يعانون لسعات البعوض وظلمة الليل حتى القمر يكاد يخفي نوره على أولئك البسطاء ومع مشاهدتي لتلك المناظر صدمة بواقع الحال فانتابني شعور بالأم والحسرة على وطني وعلى شعب وطني المسكين . اتصلت على خالي المقيم في نجل فحضر إلي وحملني على دبابه لكي نسير إلى منزله الذي يقع قريباً من الجسر الذي يربط نجل بباقي أحياء العاصمة فلا كهرباء ولا ماء ولا بنية تحتية ولا بينة فوقية !!!مكثت هناك وكأني في سجن برداي " كلو تورو " لمدة يومياً .
يحدثني خالي لماذا أتيت يا بن أختي الم تنصحك أمك ولم تخبرك بواقع الحال هنا فقد كانت قبل سنتين هنا وتعرف الوضع جيداً فنحن في الصباح يا ابني نشقي على الكلاندو الذي أقليتك بواسطته ولله الحمد نحصل بعض الأيام 500 إلى الف تشادي اخصم منها مبلغ البنزين والمصاريف اليومية و ايجار المنزل ...الخ فالناتج في النهاية هو صفر لا مستقبل لأبنائي كما ترى فخالد يعمل جزار وموسى عاطل واسحاق انضم للثورة وزكريا جندي في الجيش راتبه يستحي ان يحدثك عنه وعلى هذا الحال نسير نحن بينما أولئك المرتزقة ينعمون بخيرات الوطن ونحن نشقى ونموت دون ان يشعر بنا احد .
وببراءة سألته ماذا عن التمنية التي نشاهدها في التلفاز وعن تطوير البلد أما أنكم لا تريدوا أن تكنوا ضمن هذه التنمية التي سوف تفيد الوطن ؟
رد ضاحكاً أي تنمية وجميع أطياف الشعب التشادي من الفقراء لا يملكون قوة يومهم باستثناء إدريس ديبي وأفراد قبيلته واللصوص الذين يشاركونهم الحكم أنهم يتغذون على الوطن وعلى الشعب فسوف ترى بأم عينك قريبا عندما تذهب للأسواق وللدوائر الحكومية هذه التنمية التي حدثوك عنها !!!
نحن كمواطنين تشادين لسنا سذج ليضحك علينا ديبي وزمرته التنمية تأتي بعد توفير التعليم والصحة والأمن ومحاربة الفساد والفاسدين وتوظيف العاطلين ومساعدة الشعب لكي يكون شريكاً في التنمية إما ما يحصل الآن هو خداع الشعب التشادي وسرقة خيراته ونشر النعرات القبلية بينا أبناء العشب الواحد وأشغاله بأمور تافها لكي يقومون بسرقتنا...
يا ابني دعك من التلفاز فنحن لا نشاهد التلفاز كما ترى فسوف ترى كل شيء على الطبيعية هنا فلا تستعجل ونام فالساعة الآن 10 مساءً وفي الصباح لكل حداثً حديث ...
تتمة قريباً :