الاثنين، 28 ديسمبر 2009

يوميات مواطن مخدوع في أنجمينا(1 )

3/11/2009
يوميات مواطن مخدوع في أنجمينا(1 )
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .تحية عطرة لكل الإخوة الأحبة الشرفاء قلماً وضميراً هنا في المنتدى وهناك في ميادين الثورة التشادية الباسلة . التقيت مع أحد الإخوة القادمون من أنجمينا يدعى ع . ح . القرعاني فحدثني عن عاصمة وطننا الحبيب و مايدور داخلها وليس ما يذيعه أو ينشره النظام التشادي المأفون عبر فضائيته أو عبر أبواقه التي تجيد التضليل على أنغام التطبيل النفاقية .........
يقول الأخ ع ؟! كغيري من التشاديين المقيمين في الخارج جذبتني تلك المناظر التي تبثها الفضائية عن التنمية في تشاد وعن الازدهار والتطور والأمن ...الخ من تلك الأكاذيب وبعد أن سمعت مقولة السيد محمد زين بدا محافظ العاصمة بأن أنجمينا في العام 2020 سوف تكون عاصمة ولا في الخيال عاصمة لا مكان فيها للفقراء !!؟؟؟ يا عجبي مع أن تشاد هي أفقر دولة في العالم ؟ قررت وبسرعة الذهاب إليها قبل أن يقفل الحظ وجه في طريقي أو أن تخرب المعارضة التشادية تلك الآثار الجميلة!!! أو كوني فقيراً فقد يطبق على قول المحافظ!!! لاحقاً .
عندها ضغط على كفيلي وأخذ ليا خروج وعودة مقدرة ب75 يوماً شاملة للتذكرة ذهاباً وإياباً .
هنا تبدأ الحكاية !!وصلت إلى العاصمة في 17/9/1430 هــ " عبر حدود الكمرون " وفور وصولي للحدود تبددت تلك الصورة التي رسمتها الفضائية في مخيلتي وشعرت بأن هناك فصول أخرى للمسرحية حذفتها الرقابة من المشاهد التي عرضت !!! وتيقنت بأني ضللت من قبل التنمويين وصانعي التنمية المزعومة .المعاملة الهمجية في الحدود !!!طبعاً لا أجيد الفرنسية ولا العربية المكسرة(اللغة العربية الخاصة بتشاد ) وفور وصولي بدء الموظفون بتنتيفي يمنة ًويسرةً فالموظف المختص بتختيم الجواز للدخول يبحث عن 2000 فرنك سيفا وآخر مختص بشؤون الصحة يبحث عن 2000 فرنك سيفا كوني لا أحمل الكرت الأصفر وآخر ممثل مكتب الاستخبارات يحقق معك من أين أنت !!! هل أنت سوداني !!!وبلا شعور أقدم له 2000 فرنك سيفا كرفاقه عندها إبتسم !!!! وقال: بون اريفي مون بتي فرير (عودة حسنة يا أخي الصغير ) .
عبرت نقطة الحدود وبعد برهة أصل لنقطة الجمارك فيحدثني الموظف ما هذه الحقيبة التي معك أجيب بأنها لي فيقول وينو الديوان!! فهو ليس طماع كالآخرين فمبلغ 500 فرنك سيفا كانت كافية .
هنا انتهت الحكاية مع موظفي الدولة وبدئت حكاية الدولة . طبعاً حي " نجل " هو أول حي يقابلك فور عبورك للحدود الكمرونية التشادية وبما أنه حي حدودي فكان من اللائق بأن يكون أفضل من باقي الأحياء ولكن لا حياة لمن تنادي !!! حتى كلمة التمنية لم تعبر هناك قط ...
لا كهرباء ولا ماء حتى المنازل بتشبه منازل العصر الحجري والدكاكين والبسطاط بدائية تجد أصحابها الغلابة يعانون لسعات البعوض وظلمة الليل حتى القمر يكاد يخفي نوره على أولئك البسطاء ومع مشاهدتي لتلك المناظر صدمة بواقع الحال فانتابني شعور بالأم والحسرة على وطني وعلى شعب وطني المسكين . اتصلت على خالي المقيم في نجل فحضر إلي وحملني على دبابه لكي نسير إلى منزله الذي يقع قريباً من الجسر الذي يربط نجل بباقي أحياء العاصمة فلا كهرباء ولا ماء ولا بنية تحتية ولا بينة فوقية !!!مكثت هناك وكأني في سجن برداي " كلو تورو " لمدة يومياً .
يحدثني خالي لماذا أتيت يا بن أختي الم تنصحك أمك ولم تخبرك بواقع الحال هنا فقد كانت قبل سنتين هنا وتعرف الوضع جيداً فنحن في الصباح يا ابني نشقي على الكلاندو الذي أقليتك بواسطته ولله الحمد نحصل بعض الأيام 500 إلى الف تشادي اخصم منها مبلغ البنزين والمصاريف اليومية و ايجار المنزل ...الخ فالناتج في النهاية هو صفر لا مستقبل لأبنائي كما ترى فخالد يعمل جزار وموسى عاطل واسحاق انضم للثورة وزكريا جندي في الجيش راتبه يستحي ان يحدثك عنه وعلى هذا الحال نسير نحن بينما أولئك المرتزقة ينعمون بخيرات الوطن ونحن نشقى ونموت دون ان يشعر بنا احد .
وببراءة سألته ماذا عن التمنية التي نشاهدها في التلفاز وعن تطوير البلد أما أنكم لا تريدوا أن تكنوا ضمن هذه التنمية التي سوف تفيد الوطن ؟
رد ضاحكاً أي تنمية وجميع أطياف الشعب التشادي من الفقراء لا يملكون قوة يومهم باستثناء إدريس ديبي وأفراد قبيلته واللصوص الذين يشاركونهم الحكم أنهم يتغذون على الوطن وعلى الشعب فسوف ترى بأم عينك قريبا عندما تذهب للأسواق وللدوائر الحكومية هذه التنمية التي حدثوك عنها !!!
نحن كمواطنين تشادين لسنا سذج ليضحك علينا ديبي وزمرته التنمية تأتي بعد توفير التعليم والصحة والأمن ومحاربة الفساد والفاسدين وتوظيف العاطلين ومساعدة الشعب لكي يكون شريكاً في التنمية إما ما يحصل الآن هو خداع الشعب التشادي وسرقة خيراته ونشر النعرات القبلية بينا أبناء العشب الواحد وأشغاله بأمور تافها لكي يقومون بسرقتنا...
يا ابني دعك من التلفاز فنحن لا نشاهد التلفاز كما ترى فسوف ترى كل شيء على الطبيعية هنا فلا تستعجل ونام فالساعة الآن 10 مساءً وفي الصباح لكل حداثً حديث ...
تتمة قريباً :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق